السبت، 9 أبريل 2016

كتاب: القواعد العشر.

السلام عليكم،
لم تكن التربية سهلة في زمنٍ مضى، ومن باب أولى فهي لن تكون أسهل في زماننا هذا الملئ بشتى مضادات التربية -إن صح التعبير-.

أن تقرر إنجاب طفل صغير يستوجب عليك تغييرًا شاملاً، يستوجب عليك أن تبني بيئة صالحة لينشأ فيها هذا الصغير. لا، ليس من السهل أن تربي، لو كان الأمر سهلاً لما رأينا الكتّاب والتربويين والفلاسفة ينشؤون لنا كل يوم نظاماً تربويًا أو فلسفة جديدة لنطبقها على صغارنا. ومع كثرة هذه القواعد التربوية وتشابكها وتضادها أحيانًا، ننسى ما هي الخطوط العريضة في كل هذا، ما هو المهم وما هو الأهم لتربية صحيحة، ماذا نأخذ وماذا نترك؟

.
.

قرأت قبل فترة كتاب القواعد العشر، أهم القواعد في تربية الأبناء للأستاذ عبدالكريم بكار، وأحببت تلخيصه في نقاط لعل أحدكم يستفيد منه، تجدونه في مكتبة جرير بـ ١٥ ريال. 







جمع الأستاذ في هذا الكتاب أهم ١٠ قواعد يتفق عليها ٨٠٪ من الأمم والحضارات، أي أن هذا الكتاب يعتبر البنية الهيكلية لتربية الأبناء لكنه لا يغني عن القراءة في مجال التربية بالطبع.
.
.

١) ما قبل الإنجاب:

* قبل أن تحصل على أي شيء جديد عليك أن تقرأ عنه وتتعرف عليه في البداية وهذا نفسه يحصل حين تفكر في الإنجاب، ببساطة اقرأ أكثر!
* إن ما يصعّب عملية التربية هو أننا نشعر بأننا نضحي ونبذل لكن دون أن نلمس آثار ذلك في شخصيات الأبناء وسلوكياتهم، التربية هي مثل شجرة البابو الصينية، حيث تظل بعد وضع البذور نحو ٤ سنوات تضرب جذورها في الأرض دون أن ترى منها إلا برعم صغير فوق الأرض، وفي السنة الخامسة يصل ارتفاع الشجرة إلى ٨٠ قدمًا. علينا أن نستمر في العمل ولو لم نر النتائج، فهي موجودة وكثيرا ما تظهر فجأة فلا داعي لليأس!
* لا تنسى أن الجهد الذي تبذله في توجيه أبنائك هو جهد مأجور، احتسب النية!
* من أكبر الأخطاء التي نرتكبها هي الاعتقاد أن الآخرين يفكرون بنفس طريقتنا، علينا أن نتقبل الاختلاف وننوع أساليبنا التربوية مع أبنائنا فما ينفع مع الأخ الأكبر لا يعني بالضرورة أنه يناسب الأخ الأصغر.


٢) نحن جزء من العالم ولنا خصوصيتنا أيضًا:

* أي أننا في شأننا التربوي جزء من العالم نتأثر بتياراته ومشكلاته، ونستفيد من طرائقه في تربية صغارنا. ومن جهة أخرى فإننا مختلفون في مضامين تربيتنا وقيمنا ومبادئنا؛ مما يعني أننا يجب أن ندقق في كل ما نأخذه من الغير ونتأكد أنه يوافق قيمنا وديننا. التربية في الرؤية الإسلامية هي  لتنشئة أبناء مؤمنين صالحين يعملون على تحقيق مرادات الله تعالى على هذه الأرض، وهذا يتم عبر ترسيخ القيم والمبادئ في سلوكياتهم من منظور الإسلام لها.
* من خصوصياتنا على صعيد القيم الكثير من العبادات كالصلاة مثلاً فهي تأخذ حيزًا كبيرًا من عناية المربي، ومسائل العورة والطهارة، والصداقة بين الجنسين لنا خصوصية فيها غير موجودة لدى باقي الأمم.
* ومن خصوصياتنا الثقافية نظرتنا إلى الحياة الدنيا، وأنها مزرعة الآخرة ، وعلاقتنا بالله جل في علاه هي ليست علاقة معرفة وإقرار بالوجود فحسب، وإنما علاقة حب وتعبد وخضوع والتزام بأوامره واجتناب نواهيه. لذا يجب أن لا نتنازل عن هذا الجانب من التربية فلنا خصوصيتنا تربويًا!


٣) هل البيئة هي كل شيء؟

تؤثر البيئة في شخصية الأطفال على نحو خاص بنسبة عالية، لذا فإن مكونات البيئة الأسرية الجيدة المطلوبة:
أولاً: أبوان جيدان: فالتربية ستكون أسهل وأنجح إن كنا نحن الكبار أشخاصًا جيدين أو بمعنى آخر إن كانت الفجوة بين ما نقوله وبين ما نفعله ضيقة وضيقة جدا أصبحنا جيدين. إن رحلة تربية الأبناء تبدأ من عندنا حين نقرر تربية أنفسنا، ونضغط عليها كي نربي أبناءنا ومن غير هذه العزيمة؛ فإن الخسارة ستكون فادحة. نحن لا نريد فرض قيمنا وأخلاقنا على أبنائنا، بل نريد أن يروا ما نؤمن به -من قيم- في أفعالنا، فنجذبهم إلينا.
ثانيًا: بيئة مريحة وهادئة يسودها احترام متبادل، وغض الطرف عن بعض الأخطاء، ومراعاة للفروق الفردية.


٤) التربية تفاعل:

أجب ع تسؤلات طفلك- تحدث معهم عن كل شيء بدءًا بالمسلّمات التي نؤمن بها وانتهاءً بتطلعاتهم وأحلامهم!


٥) تربية قائمة على الوضوح:

لا تتوقع أن يفهم الطفل ما هو خاطئ أنه خطأ لمجرد أنه خطأ! عليك أن تكون واضحا وصريحا وتشرح له وتبين!


٦) التربية اهتمام:

تحدث إليهم، فبالحديث تبني أواصر الثقة والمودة. ببساطة الاهتمام يعني أن تكون قريبًا وتبتسم!


٧) تربية تقوم على التوازن:

لا تفريط ولا إفراط، لا تلبي كل ما يطلبونه ولا تؤجل وتماطل أيضًا! إن مهمتنا الأساسية في تربية الأبناء ليست ترفيههم وإدخال أكبر قدر من السرور عليهم، وإنما إعدادهم للحياة والتحديات وإعدادهم قبل ذاك لأن يكونوا من صالحي عباد الله تعالى فهذه هي مهمتنا الأساسية!


٨)التربية تعاطف:

* يتطلب التعاطف من المربي الإكثار من كلمة نعم وجعلها هي الأساس عند الإجابة على مطلبات الطفل، ثم إخراج النفس بـ -لكن-  فلا يستطيع المرء الموافقة على كل طلبات الطفل وفي نفس الوقت لا نريد ترك انطباع لديهم أننا لا نريد إسعادهم!
* التعاطف موقف وسلوك، لاشك أنهم يحتاجون لسماع الكلمات العذبة الرقيقة لكن الكلام وحده غير كافي بل لابد من شيء عملي وملموس، التعاطف يجب أن يتجسد في سلوكنا فيمنحه المصداقية.
* التعاطف في الاستماع لآراء الأبناء ومقترحاتهم ومناقشتهم بها.
* التعاطف في البعد الروحي له الأهمية الكبرى فكم هو جميل حين نرى الأب يمسك بيد ابنه متجهين نحو المسجد معا. ومنظر الأم وهي تستمع إلى تلخيص أحد أبنائها لكتاب مفيد!
* المكافأة والتشجيع تعاطف مهم وبالذات التشجيع المعنوي!


٩) تفهم أسباب مشكلاتهم:

يعجز الطفل عن فهم نفسه أو أسباب تصرفاته، قد يكون كثير الحركة أو يلجأ إلى الكذب دون أن يفهم لِمَ يحصل ذلك!
ومن جهة أخرى فلا نتوقع أن يكون الأبناء نسخ مصورة من بعضهم علينا أن نتفهم أن لكل واحد منهم مشاكله الخاصة التي ستشكل شخصيته فيما بعد. فحين نرى مشكلة تلوح في الأفق علينا أن نقرأ عنها ونحاول أن نستفيد من خبرات الآخرين في حلها لا أن نتجاهلها بحجة كبُر أخوته بلا تدخل!


١٠) لا تربية من غير تأديب:

الطفل لا يملك معايير الصواب والخطأ ولا يعرف اللائق من غير اللائق، لذا فلابد من ممارسة المنع والحظر والعقوبة، حتى ينشأ نشأة صالحة. أما الأطفال من جهتهم فيعرفون أنهم ليسوا دائما على حق لذا يتقبلون العقوبة إن توفر بها التالي:
* تأديب حازم من غير قسوة ولا إهانة.
* الاتفاق بين الأبوين على طريقة التأديب، فلا يتشاجران أمامه.
* التأديب جهد تكميلي، أي أن المزيد من الجهد التربوي الإيجابي سوف يقلل من الحاجة إلى التأديب والعكس صحيح.
* أخبر الآطفال عن النتائج المنطقية للتصرفات الخاطئة؛ حينها سيتقبلونها.
* الوضوح، عقوبة محددة لفعل محدد!
* لكل عمر طريقة تأديب مناسبة.
* لا للضرب فالرسول صلى الله عليه وسلم ما عرف عنه أنه ضرب صغيرا ولا كبيرا قط إلا في أن يجاهد.

.
.

أخيرًا.. التربية أمر صعب، ونحن مسؤولون عن تعاملنا مع هؤلاء الصغار.
فأحسنوا تربيتهم، تربت أيديكم عند الكبر بإذن الله!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق