الاثنين، 15 فبراير 2016

DIBELS

السلام عليكم !

في المدرسة التي أعمل بها، بدأوا بتطبيق اختبارات  DIBELS على الطلاب،
من الروضة وحتى الصف السادس الابتدائي، لقياس الطلاقة في قراءة اللغة الإنجليزية.



وكلمة DIBELS اختصار لـ Dynamic Indicators of Basic Early Literacy Skills ، مما يعني المؤشرات الديناميكية لمهارات القراءة والكتابة الأساسية المبكرة.



إذًا ما هو DIBELS هذا؟ 
هو عبارة عن تقييم يحصل ٣ مرات خلال السنة، يقيس :
- الطلاقة الصوتية الأولية "أصوات الحروف، أي الصوت الخارج من الفم أثناء النطق بالحرف"
- الطلاقة في أسماء الحروف "ألف- باء - تاء - ثاء"
- الطلاقة في التجزئة الصوتية " أي في الكلمة الواحدة، يستطيع الطالب الفصل بين أصوات الحروف"
- الطلاقة في قراءة الكلمات التي لا معنى لها.
وغيرها...


لماذا يستخدم؟!
- تزويد المعلمين بمعيار تقدم طلبتهم، والوصول بهم لمستوى القراء الناجحين.
- ملاحظة مشاكل الطلاب القرائية بشكل مبكر، مما يدعم التدخل المبكر لحل أي صعوبة قد تواجه الطالب.


طبعًا كان لهذا النظام عدة انتقادات:
- فهو لن يسهم في مساعدة الأطفال على القراءة.
- الأطفال سيتعلمون القراءة بسرعة ولكن بلا إدراك حقيقي للمعاني "في البداية".
- ليست هناك دراسة موثوقة عن هذا الموضوع.
- كما أن هذه الاختبارات قد تستغرق جزءًا من وقت التدريس.
- أما بالنسبة للأطفال الذين يظهرون نتائج منخفضة فسيتطلب من المعلم إجراء الاختبارات أكثر من ٣ مرات لقياس تقدمه، والمزيد من الدعم، ومن جهة الأطفال الذين يواجهون صعوبات في التعلم "أو لهم خطط مختلفة عن بقية الصف" فلن يكونوا مؤهلين لخوض هذا التقييم.




وبعيدًا عن هذه المعلومات، أرى أن هذا النظام مضيعة للوقت ويجعل الأطفال متوترين لنيل درجات أعلى في كل مرة،
صحيح أن له فوائد فكما تقول من حاضرت علينا، بأنه يساعد على جعل الأطفال يحبون القراءة، فيتعلمونها من وقت مبكر.

لكني أرى كون اللغة الإنجليزية لغة ثانية في بلادنا، فليس هناك داع لمثل هذه الاختبارات، فالمهم الآن هو فهم الأطفال لما يقولونه، أي اكتساب لغة لا سرعة قراءة للغةٍ لا أفهمها.

ومن جهة أخرى أحببت كثيرًا فلسفتهم في تعليم الأطفال لأصوات الحروف منذ عمر صغير، فبدلاً من تعليمهم الحروف بأسمائها، يعلمونهم أصواتها مما يسهل عليهم القراءة! وتعليمهم لمقاطع الكلمات وما يضاف عليها من زوائد يفتح باب الوعي مبكرًا  للطلاب في عمر مبكر جدًا ٤ سنوات!


- قالت محاضرتنا أنها بدأت القراءة من عمر سنتين ونصف *.*

 إن كان ما تقوله حقيقيًا، فلهو أمرٌ مدهش وجدير بالتجربة، تخيّل كمية الكتب التي سيقرأها؟ كم ستزيد من معلوماته وتنير ذهنه وتزيد استقلاليته فهو سيقرأ وحده؟! حسنًا لست بالضرورة أريد طفلي أن يقرأ من هذا العمر! ولكن مدهش أن نكتشف القدرات الكامنة داخل الأطفال الصغار، يجب أن لا نهمل هذه الطاقة !


أتمنى تطبيق هذه الفكرة في اللغة العربية، أي تعليم الأطفال القراءة من عمر مبكر عن طريق التركيز تعليميا على أصوات الحروف لا الأسماء ولا الكتابة! أظنها فكرة مدهشة، أتمنى رؤية نتائجها قريبًا في مكان ما :)


يومك سعيد ؛)


المراجع:

الأحد، 14 فبراير 2016

الحمدلله على نعمة التقدم في العمر!



وإلا لكنا عالقين في مرحلة إرضاء الجميع، الغرور، أنا أعرف، لا أحد يفهمني، أنا وحيد، أنا كبير كفاية، لِمَ كل الأمور ضدي!!




الحمدلله على نعمة التقدم في العمر!


في الطفولة يظن الإنسان أن رضا معلميه والمجموعة المسيطرة في الصف هي قمة نجاحه! وبقدر ما كان عدد أصدقائه أكبر، كان هذا الطفل راضٍ.....

يكبر أكثر فيعتبر نفسه مقبولاً إن اشترك مع أصدقائه بما يحبون وما يكرهون، أن يكره أكل الجزر لأن أصدقاءه قالوا: من الطفولة أكل ما هو صحي. وينافس على طلب وجبات الدجاج السريعة ذات الزيت المهدرج للسبب ذاته مقلوبًا!


نكبر ويكبر فيريد أن يتعرف على نفسه؟ يبحر في عوالم التواصل ليشارك العالم بكل ما يستحق أو لا يستحق المشاركة، ليكتشف من هو؟ ماذا يحب وماذا يكره، ليقترب من ذاته أكثر، وكل هذا من خلال التواصل مع الآخرين. فيداوم على قهوة الصباح لتعديل مزاجه؛ ظانًا أنها جزء منه. وانعكاسًا لهذا الانفتاح يُصدم بكمية البعد الكبير عن نفسه، وقديمًا قيل من كثر كلامه كثر خطؤه...


نتنقل في حياتنا من مرحلة لن يفهمني أحد، لـ سأعيش وحدي، لـ أين أنتم عني؟!

في كل مرة نصل لمرحلة معينة من العمر نمر بأمرين، الندم والتحسر على الماضي "فما أجمله من ماضٍ" -رغم- أننا في ذلك الوقت لم ندرك قيمته!! ثم التشوق للمستقبل "فكم سيكون أجمل"، وبهذا يضيع زمن لحظة "الآن"!


 الحمدلله أننا نكبر!
 فجمال الماضي لا يعني أن الرجوع إليه يعادل الحصول على السعادة!  تجارب الماضي هي التي أنشأتنا على ما نحن عليه الآن، فأنت الجديد نتاج الماضي القديم، فلو لم تخض التجارب لما تغيرت ومشيت نحو الأحسن والأفضل!


أن تكبر لا يعني أن تتخلى عما تحب! لكن يعني أن تنضج! 
أن لا تهمك سفاسف الأمور.
أن يتحدث الجمع دون أن تشعر بالإجبار للتعليق.
أن تؤمن بأنك كما تدين تدان!
أن تتأمل أكثر في حياتك، أن تتكلم بعد روية!
أن تمتلك الشجاعة لتقول نعم أخطأت!
أن تفهم معنى التوكل الحقيقي في كل أمور حياتك.
أن تعترف بصحة رأي منافسك، أن تعتذر، أن تسامح، 
وأن لا تهتم وتعلم يقينًا أن لا أحد يهتم!

نعم لا أحد يهتم، وإن تكلموا قليلاً فسينسون سريعًا....


تكبر فيقل تواصلك، وتتحول لمرحلة جديدة ، فبدلاً من اهتموا بي يا أصدقاء، اسألوا عني وإلا سأغضب! سيبحر الجميع مبتعدين داخل أمواج دوامة الحياة، ثم سنلتقي والشوق يملؤنا مرة أخرى، وهكذا دون عتاب طويل وكأننا لم نفترق قط!
هذا هو النضج ^،^



الحمدلله على نعمة التغير!

وكما قال د. سلمان العودة: نعم أتغير ولِمَ لا أتغير؟!
أتغير لأنني لا أقدّس ذاتي ولا أجحد الأخطاء والمعايب والنقائص التي عليّ أن أطاردها حتى الموت، وفيها ما أعرفه جيداً وأستسلم له، وفيها ما يزين لي فأراه حسناً، ثم يمنحني ربي القدرة على كشفه وإقصائه! *


لا بأس أن نغير عاداتنا، وطبائعنا الخاطئة، نحتاج وقفة صدق مع النفس واعتراف ثم تكون على الطريق الصحيح!

الحمدلله على نعمة التقدم في العمر، فها أنا أفهم الآن ما قصدتيه يا أمي في الزمن البعيد ؛)





الاثنين، 1 فبراير 2016

أفلام كرتون وانتكاسة...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ^.^، 

في طفولتي تعلّقت كثيرًا بأفلام الكرتون، بدءًا بما كان مشهورًا في زمني وما قبله بقليل، وانتهاءً بهذه الأيام.

 لم يعد الوقت يسعفني كما في صغري، ولكن لا يمنع أن أأخذ نبذة صغيرة من أطفال العائلة. وهذا ما يحصل غالبًا، وأبدأ في مرحلة التحسر عن ماضٍ لن يعود من أفلام الكرتون الأصيلة!






فلونة، لوسي، نوار، هايدي، بسمة وعبدو، سنان، بيل وسبيستيان، جزيرة الكنز، جونكر، جريندايزر، لحن الحياة، عدنان ولينا….وغيرها الكثير، من منّا لم تشكّل هذه الأسماء جزءًا من طفولته وعواطفه وذكرياته؟!
قد يكون الموضوع مستهلكًا -الحديث عن أفلام الكرتون أقصد-، فكثيرًا ما يأخذنا الحنين للماضي نحو هذا الاتجاه. لكن تبادرت إلى ذهني بعض التساؤلات، هل تواجدت في ذاك الزمن أفكار معينة أراد أحد ما نشرها؟ هل تكرار مشهد معين، قد يخلق فكرة في نفس المرء ويتبناها يومًا ما؟ هل تأثرنا نفسيًا وذهنيًا بما كنا نشاهده؟

القصة بدأت حينما تفاعل أخوتي الصغار مع عرض كرتون فلونة على شاشة قناة سبيستون، فدفعني هذا الأمر لرحلة بحث سريعة، وتحميل مسلسلين من الكرتون القديم "لوسي + نوار" صدقة لأطفالنا بدلاً عن العنف الذي يشاهدونه هذه الأيام، ومن جانب آخر حتى أسترجع ذكرياتي ! 

بدأنا بلوسي، تلك الطفلة الصغيرة مع عائلتها المترابطة، ورحلتهم الطويلة لامتلاك أرضهم الزراعية الخاصة. لاحظت تكرار عدة مشاهد بشكل مبالغ فيه "التدخين" + "ظهور الكلب".

حسنًا.. قد لا يكون الأمر بهذه الأهمية، لكن بنظرة خاطفة لأفلام كرتون تلك الفترة لاحظت التالي:
١- علاقة الأم ببطل القصة: (نوار=يتيمة الأبوين، سنان=بلا أم، بسمة وعبدو= بسمة يتيمة، هايدي= يتيمة، سبيستيان= يبحث عن أمه، ريمي الولد= يبحث عن أمه، سالي، جونكر....)
٢-وجود الكلب كشخصية لها حضور: (بيل وسبيستيان، هايدي، لوسي، فلونة...)
٣- مشاهد التدخين كثيرة وبلا مبرر، ما الفائدة من مشهد كامل والشخصية تقوم بإشعال الغليون أو ما شابه؟ ونحن نضع في الحسبان أن الكرتون موجه للطفل!

رغم وجود الكثير من أفلام الكرتون في تلك الفترة واختلاف أفكارها، لكن الملاحظ:
 طغيان النوع العائلي - وجود القيم الأخلاقية - أحد أفراد العائلة الأساسيين مفقود - دور كبير للفتيات.
ففي مسلسل "نوار" تجاهد البطلة لتحقق أمنيتها لتكون طبيبة، في زمن كان وجود الطبيبات فيه قليل، وفي مسلسل "نساء صغيرات" وهو الجزء الأول من مسلسل نوار بالمناسبة، تظهر المعلمة في ريعان شبابها وهي تتخذ قرار السفر لوحدها للعمل.
هل كانت هذه أفكار مدروسة؟ أم أنها مجرد أفكار دارجة في ذلك الوقت؟
أريد حقًا أن أقوم بدراسة لأفلام الكرتون وزمن إنتاجها، ثم أربط المعلومات ببعضها، فمدى انتشار التدخين في تلك الفترة -مثلاً- وانتشاره بعد ١٠ سنوات؟ أعتقد أنها ستكون دراسة مثيرة!


هذا من ناحية أما الآن فألاحظ كمية الرداءة الحاصلة في أفلام الكرتون، والقيم الهابطة التي قد تصل للطفل. أنا لا أدري هل يدرك الطفل كل هذه الأفكار التي تساق نحوه؟ أم أنها أفكار عابرة لن يهتم بها؟ 
الموسيقى الصاخبة التي ترافق أفلام الكرتون، هل تؤثر في مستوى نشاطهم وإزعاجهم؟ الألوان المستخدمة وكمية الإثارة وشد الأعصاب، هل لها تأثير على أطفالنا؟

أظن نعم، إذًا ماذا بعد ذلك؟! 

هل يعني أن تأثير الإعلام قوي؟ أننا نستطيع أن ننشئ جيل من خلال زرع أفكار هنا وهناك داخل فلم كرتوني لن يشاهده إلا طفل؟ إن كان ذلك فلم لا نبدأ، على الأقل لزرع شيء إيجابي في المجتمع؟

لا أنكر وجود محاولات كثيرة بفضل الله، ففي الماضي تم إنتاج أفلام كرتون تحكي التاريخ الإسلامي عن طريق شركة آلاء. وشاهدت عدد من المسلسلات الكرتونية منتشرة هذه الأيام مثل شارع الأصدقاء، صاحب المسك، كاللؤلؤ والمرجان ...

لكن أتمنى وجود فلم كرتوني درامي، يعالج مشاكلهم الصغيرة اليومية، يحكي واقع الحياة الأسرية، بطريقة إيجابية! فالصور أبلغ في نقل القيم وأوضح!
لماذا نشغلهم في حماية كوكب الأرض، والسفر إلى عالم الوحوش؟
لم كل هذه الوحشية في حق الطفولة؟!


أخيرًا...
لدي فكرة، وأرجو أن نحققها يومًا ما.
أن ننشئ شركة خاصة لإصدار أفلام الكرتون، فيها تكون قيمنا وأفكارنا، حياتنا وعادتنا، أزياؤنا وطعامنا، بكل انفتاح..

ننافس فيها أفلام الكرتون العالمية والتي باتت في انحدار!


؛)