الاثنين، 1 فبراير 2016

أفلام كرتون وانتكاسة...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ^.^، 

في طفولتي تعلّقت كثيرًا بأفلام الكرتون، بدءًا بما كان مشهورًا في زمني وما قبله بقليل، وانتهاءً بهذه الأيام.

 لم يعد الوقت يسعفني كما في صغري، ولكن لا يمنع أن أأخذ نبذة صغيرة من أطفال العائلة. وهذا ما يحصل غالبًا، وأبدأ في مرحلة التحسر عن ماضٍ لن يعود من أفلام الكرتون الأصيلة!






فلونة، لوسي، نوار، هايدي، بسمة وعبدو، سنان، بيل وسبيستيان، جزيرة الكنز، جونكر، جريندايزر، لحن الحياة، عدنان ولينا….وغيرها الكثير، من منّا لم تشكّل هذه الأسماء جزءًا من طفولته وعواطفه وذكرياته؟!
قد يكون الموضوع مستهلكًا -الحديث عن أفلام الكرتون أقصد-، فكثيرًا ما يأخذنا الحنين للماضي نحو هذا الاتجاه. لكن تبادرت إلى ذهني بعض التساؤلات، هل تواجدت في ذاك الزمن أفكار معينة أراد أحد ما نشرها؟ هل تكرار مشهد معين، قد يخلق فكرة في نفس المرء ويتبناها يومًا ما؟ هل تأثرنا نفسيًا وذهنيًا بما كنا نشاهده؟

القصة بدأت حينما تفاعل أخوتي الصغار مع عرض كرتون فلونة على شاشة قناة سبيستون، فدفعني هذا الأمر لرحلة بحث سريعة، وتحميل مسلسلين من الكرتون القديم "لوسي + نوار" صدقة لأطفالنا بدلاً عن العنف الذي يشاهدونه هذه الأيام، ومن جانب آخر حتى أسترجع ذكرياتي ! 

بدأنا بلوسي، تلك الطفلة الصغيرة مع عائلتها المترابطة، ورحلتهم الطويلة لامتلاك أرضهم الزراعية الخاصة. لاحظت تكرار عدة مشاهد بشكل مبالغ فيه "التدخين" + "ظهور الكلب".

حسنًا.. قد لا يكون الأمر بهذه الأهمية، لكن بنظرة خاطفة لأفلام كرتون تلك الفترة لاحظت التالي:
١- علاقة الأم ببطل القصة: (نوار=يتيمة الأبوين، سنان=بلا أم، بسمة وعبدو= بسمة يتيمة، هايدي= يتيمة، سبيستيان= يبحث عن أمه، ريمي الولد= يبحث عن أمه، سالي، جونكر....)
٢-وجود الكلب كشخصية لها حضور: (بيل وسبيستيان، هايدي، لوسي، فلونة...)
٣- مشاهد التدخين كثيرة وبلا مبرر، ما الفائدة من مشهد كامل والشخصية تقوم بإشعال الغليون أو ما شابه؟ ونحن نضع في الحسبان أن الكرتون موجه للطفل!

رغم وجود الكثير من أفلام الكرتون في تلك الفترة واختلاف أفكارها، لكن الملاحظ:
 طغيان النوع العائلي - وجود القيم الأخلاقية - أحد أفراد العائلة الأساسيين مفقود - دور كبير للفتيات.
ففي مسلسل "نوار" تجاهد البطلة لتحقق أمنيتها لتكون طبيبة، في زمن كان وجود الطبيبات فيه قليل، وفي مسلسل "نساء صغيرات" وهو الجزء الأول من مسلسل نوار بالمناسبة، تظهر المعلمة في ريعان شبابها وهي تتخذ قرار السفر لوحدها للعمل.
هل كانت هذه أفكار مدروسة؟ أم أنها مجرد أفكار دارجة في ذلك الوقت؟
أريد حقًا أن أقوم بدراسة لأفلام الكرتون وزمن إنتاجها، ثم أربط المعلومات ببعضها، فمدى انتشار التدخين في تلك الفترة -مثلاً- وانتشاره بعد ١٠ سنوات؟ أعتقد أنها ستكون دراسة مثيرة!


هذا من ناحية أما الآن فألاحظ كمية الرداءة الحاصلة في أفلام الكرتون، والقيم الهابطة التي قد تصل للطفل. أنا لا أدري هل يدرك الطفل كل هذه الأفكار التي تساق نحوه؟ أم أنها أفكار عابرة لن يهتم بها؟ 
الموسيقى الصاخبة التي ترافق أفلام الكرتون، هل تؤثر في مستوى نشاطهم وإزعاجهم؟ الألوان المستخدمة وكمية الإثارة وشد الأعصاب، هل لها تأثير على أطفالنا؟

أظن نعم، إذًا ماذا بعد ذلك؟! 

هل يعني أن تأثير الإعلام قوي؟ أننا نستطيع أن ننشئ جيل من خلال زرع أفكار هنا وهناك داخل فلم كرتوني لن يشاهده إلا طفل؟ إن كان ذلك فلم لا نبدأ، على الأقل لزرع شيء إيجابي في المجتمع؟

لا أنكر وجود محاولات كثيرة بفضل الله، ففي الماضي تم إنتاج أفلام كرتون تحكي التاريخ الإسلامي عن طريق شركة آلاء. وشاهدت عدد من المسلسلات الكرتونية منتشرة هذه الأيام مثل شارع الأصدقاء، صاحب المسك، كاللؤلؤ والمرجان ...

لكن أتمنى وجود فلم كرتوني درامي، يعالج مشاكلهم الصغيرة اليومية، يحكي واقع الحياة الأسرية، بطريقة إيجابية! فالصور أبلغ في نقل القيم وأوضح!
لماذا نشغلهم في حماية كوكب الأرض، والسفر إلى عالم الوحوش؟
لم كل هذه الوحشية في حق الطفولة؟!


أخيرًا...
لدي فكرة، وأرجو أن نحققها يومًا ما.
أن ننشئ شركة خاصة لإصدار أفلام الكرتون، فيها تكون قيمنا وأفكارنا، حياتنا وعادتنا، أزياؤنا وطعامنا، بكل انفتاح..

ننافس فيها أفلام الكرتون العالمية والتي باتت في انحدار!


؛)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق